ما حقيقة تساقط الثلوج على مدينة أبها في السعودية؟
طقس العرب – تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تساقطًا كثيفًا لما يبدو للوهلة الأولى أنه "ثلوج" فوق مرتفعات مدينة أبها جنوب غرب المملكة، مما أثار موجة من التساؤلات حول مدى دقة هذه المشاهد، لا سيما مع ارتباط الثلج غالبًا بالأجواء الشتوية الباردة.
لكن وبحسب مراجعة "طقس العرب" للمعطيات الجوية يتضح أن ما حدث في أبها ليس ثلجًا كما اعتقد البعض، بل هو "بَرَد" (Hail)، وهي ظاهرة جوية تختلف كليًا من حيث النشوء والتأثير عن الثلج، رغم التشابه البصري بينهما في بعض الحالات.
الفرق العلمي بين "البَرَد" و"الثلج"
لفهم طبيعة ما حدث، لا بد من توضيح الفرق العلمي بين النوعين:
البَرَد: يتكون عندما ترتفع قطرات الماء داخل السحب الركامية الرعدية إلى طبقات الجو العليا شديدة البرودة، فتتجمد حول نوى دقيقة وتشكل كرات أو طبقات من الجليد الصلب، تهبط لاحقًا مع ازدياد حجمها وثقلها. وغالبًا ما يترافق مع عواصف رعدية قوية، وتيارات هوائية صاعدة وهائلة.
الثلج: يتكون عندما تتجمد قطرات الماء مباشرة في الجو على شكل بلورات جليدية سداسية، وذلك عند وجود درجات حرارة منخفضة جدًا (قريبة من الصفر أو دونه) في كافة طبقات الجو وحتى سطح الأرض. ويتطلب ذلك نظامًا جويًا قطبيًا باردًا متكاملًا.
بالتالي، فإن الظاهرة التي رُصدت في أبها لا تُصنّف كـ"ثلوج"، بل هي عاصفة بردية، تُعتبر مألوفة نسبيًا في بعض المناطق الجبلية المرتفعة في جنوب السعودية خلال فصل الصيف، خصوصًا مع تدفق الرياح الموسمية الرطبة القادمة من بحر العرب التي تلتقي بالتضاريس المرتفعة وتولد سحبًا رعدية كثيفة في فترة ما بعد الظهيرة.